في غرفة المستودع، حين أمضي معظم يومي في الكتابة، سمعت صوت خربشة خفيفة، في البداية كان اعتقادي أنها مجرد أصوات رياح في ممرات التهوية، إلى أن شاهدتها بأم عيني.. فأرة صغيرة، تدحرجت يمينا وشمالا، قبل أن تختبئ في خرم صغير. للوهلة الأولى، ضحكت. تذكرت حين كنا نلعب في الحيّ القديم تحت شباك جدّتي لعبة الاختباء، كنت، ولا زلت، سمينا، ولا يمكن لأي شيء أن يخفي جسدي الضخم. وكان أولاد الحيّ الأكبر سنا، يحاولون دفعي إلى الفضاء المكشوف، كي يضللوا الباحث …
التصنيف: قصص قصيرة
في هذا التصنيف، ستجدون قصصا قصيرة أقوم بكتابتها بشكل غير منتظم
لم يكن المال الذي وفّرته خلال ثلاث سنوات كافياً لأستأجر سيارة تقلّني وتلفازي الذي اشتريته للتو الى غرفتي الصغيرة القابعة تحت رصيف إحدى شوارع بيروت، حملته ومشيت على امتداد عشرة شوارع، وكلما شعرت بتورم في أصابعي …
وقفتُ أمام كومة الرسائل المرميّة فوق مكتبي. اليوم الأول في العام، أكثر من ألف رسالة رميت بشكل عشوائي، مكوّمة، تنتظر التصنيفات كي تصل إلى أصحابها. جلست متأملاً الغرفة. الجدران هشّة، العفونة تأكلها. لا شيء سوى المغلفات …
الخامسة وعشر دقائق مساءً، لا يهم إن كنا في فصل الصيف، أو الشتاء أو الربيع أو حتى الخريف، وحدها العطل الرسمية ونهاية الأسبوع تستطيع أن تثنيه عن ركوب الحافلة. شيئان يرافقانه منذ سنتين، أمّ لا تزال …
اليوم كان ماطرا، سحبت من المكتبة كتابا كنت قد بدأت بقراءته قبل عام. أثناء القراءة، باغتني إحساس أسرى الحرب، وراجعت شريط حياتي منذ ٨ أشهر حتى الآن، ليتبين أن جذور الملل قد قست كأظافري، وأن السأم …
حين طلبت منه أن يحضر لي كاميرا بلاستيكية، رفض. كانت هذه الكاميرا آخر صيحات تلك الحقبة، تدخل فيها أقراصاً صنعت من ملصقات النيغاتيف، فيها صور للحيوانات، وأخرى لأماكن سياحية مشهورة.. وغيرها من القصص. الثامنة مساءً، صوته …
“عزيزتي مارتا، إنّ في قلبي وجعاً تميل له الجبال، وقحٌ لا يزوركَ إلا في أوقات متأخرة من الليل، يجرّك من فراشك ويعلّق يديك في الهواء ويمضي. تعالي، تعالي إلى ليلي وهذبيه، اسحبي من جسدي ما بقي …