هنا في أرخبيل بينولي كل شيء مختلف، رواية لا تمت للواقع بصلة إذا ما قررت أن تقرأها بتجرد.. ولكن، ليس هذا هو المقصود، لأن كاتب هذه “النوڤيلا” يعرف جيدا أننا كبشر، نسقط ما نراه مناسبا في قوالب جاهزة، وهذا بيت القصيد بالنسبة للكاتب دلير يوسف.
لا قواعد هنا، سوى #قاعدة_الخوف_الذهبية والتي نعرف جيدا أنها السبيل الوحيد للسيطرة على الشعب/القبيلة/ الطائفة، وهذه هي الوصفة السحرية المتبعة حول العالم، حتى في الدول الديمقراطية. الخوف سيّد الموقف.
يصفّ دلير قواعده ليبيّن هرطقات النبوءة، وشبح الآخر، وجنون العظمة، وهيمنة الأحد الأحد في حكم البشر.. إذا ما قررنا أن شخصيات الرواية هم بشر، ولكن لنكون أكثر دقّة هم كائنات حيّة مسجونة داخل أروقة 80 صفحة، وبين جزر الأرخبيل الـ6: ألفابينولي، بيتابينولي، غامابينولي، زيتابينولي، إيسيلون بينولي ودلتابينولي.
هذه الرواية تتناول الديكتاتورية والحكم الأوحد، تتناول الله وأنبياءه والخوف كجرعة مهدئة، تتناول الحياة والمجتمع والعلوم والتغيرات المناخية.. تتناول كل شيء، حتى السحر! ولكن الأكيد، أن الكاتب بمراوغته، رسمها خارج إطار الزمكان، فاختلق جغرافيا، ووحدات قياس، وجدول زمني، وأيام وأشهر بشكل خرافي.. ليقول لك باختصار، نحن نعيش/عشنا/سنعيش في خرافة كبيرة موصدة في قاعدة الخوف الذهبية لنبقى محكومين بالعادات/الخرافات/التعاليم/الأساطير/المعجزات.
رواية خارج الزمان، جميلة وخفيفة وأنصح بها لمن استطلع إليها سبيلا.