“واصلنا الحياة بالحب وحده” – بابلو نيرودا اليوم، أكملت حبيبتي “تاليا” شهرها الثالث. فصل متكامل بجميع أدوات الحب التي تنسيك التعب. بدأت تكتشف يديها، فتشبكهما ببعض. بدأت تكتشف قدميها كيف تتحركان بإرادتها، فتحركهما وتحاول المناغات لهما. إنها تتقن لغتها الخاصة في التواصل مع الضوء، شجرة الميلاد، اللون الأحمر، وتهريج والدها، وقبلات والدتها. تاليا، تعلن بدء صباحاتنا بالمناغات من سريرها الصغير، هي المنبه البيولوجي لبداية يوم حافل، ملؤه الضحك واللعب والتعب. هي، التي اختبرت قبل أسبوع معنى الفيروس الحقيقي، لكنها قاومته ببسالة، وبحبّ أمها …
Blog Posts
في غرفة المستودع، حين أمضي معظم يومي في الكتابة، سمعت صوت خربشة خفيفة، في البداية كان اعتقادي أنها مجرد أصوات رياح في ممرات التهوية، إلى أن شاهدتها بأم عيني.. فأرة صغيرة، تدحرجت يمينا وشمالا، قبل أن …
قبل أيام، انتهيت من قراءة كتاب بلال خبيز الأخير “التقدم نحو الكارثة”، وللحظة، قلت في قرارة نفسي، سأكتب عنه. لكن.. لم أجرؤ على ذلك فقررت الكتابة عن بلال.. وهذا أضعف الإيمان. – انشالله بيطردوك من الشغل …
هنا في أرخبيل بينولي كل شيء مختلف، رواية لا تمت للواقع بصلة إذا ما قررت أن تقرأها بتجرد.. ولكن، ليس هذا هو المقصود، لأن كاتب هذه “النوڤيلا” يعرف جيدا أننا كبشر، نسقط ما نراه مناسبا في …
يبدو جليا، أن صهيب يملك لسانا محشوّا بالذكريات وبكثير من المآسي، تماما كما المدينة التي نذر حياته الصحفية يكتب عنها، ينبش في جوارير شوارعها، يكتب القصص عن كل شيء، لا شيء ممنوع معه. يكتب عن “الطنطات” …
ما كل هذا الموت المنظّم يا أحمد. الموت الموصوف أصعب من الموت الذي يحدث أمام عينيك، فالأخير يأتي كومضة، يترك أثره ولكنه ومضة. أما الموت الموصوف، فيتفنن الواصف في إعادة تشكيله وهيكلته ليزرع فيك عميقا هذا …
لم يكن المال الذي وفّرته خلال ثلاث سنوات كافياً لأستأجر سيارة تقلّني وتلفازي الذي اشتريته للتو الى غرفتي الصغيرة القابعة تحت رصيف إحدى شوارع بيروت، حملته ومشيت على امتداد عشرة شوارع، وكلما شعرت بتورم في أصابعي …
وقفتُ أمام كومة الرسائل المرميّة فوق مكتبي. اليوم الأول في العام، أكثر من ألف رسالة رميت بشكل عشوائي، مكوّمة، تنتظر التصنيفات كي تصل إلى أصحابها. جلست متأملاً الغرفة. الجدران هشّة، العفونة تأكلها. لا شيء سوى المغلفات …
الخامسة وعشر دقائق مساءً، لا يهم إن كنا في فصل الصيف، أو الشتاء أو الربيع أو حتى الخريف، وحدها العطل الرسمية ونهاية الأسبوع تستطيع أن تثنيه عن ركوب الحافلة. شيئان يرافقانه منذ سنتين، أمّ لا تزال …
اليوم كان ماطرا، سحبت من المكتبة كتابا كنت قد بدأت بقراءته قبل عام. أثناء القراءة، باغتني إحساس أسرى الحرب، وراجعت شريط حياتي منذ ٨ أشهر حتى الآن، ليتبين أن جذور الملل قد قست كأظافري، وأن السأم …
حين طلبت منه أن يحضر لي كاميرا بلاستيكية، رفض. كانت هذه الكاميرا آخر صيحات تلك الحقبة، تدخل فيها أقراصاً صنعت من ملصقات النيغاتيف، فيها صور للحيوانات، وأخرى لأماكن سياحية مشهورة.. وغيرها من القصص. الثامنة مساءً، صوته …
“عزيزتي مارتا، إنّ في قلبي وجعاً تميل له الجبال، وقحٌ لا يزوركَ إلا في أوقات متأخرة من الليل، يجرّك من فراشك ويعلّق يديك في الهواء ويمضي. تعالي، تعالي إلى ليلي وهذبيه، اسحبي من جسدي ما بقي …